من أنا

صورتي
عمّان, Jordan
الحب ينمو عندما تمرره .. بحاجة لحب اكبر؟ .. إبدأ بتمرير الحب للأخرين كل شيء يبدو أجمل ، لو أعطيناهُ حقّه من غمسةِ الرضا ... كل ممرٍّ ضيّق في نهايته متسّع .. كل عسرٍ ينتهي بيسر.. وكلّنا لله دائماً ، وأبداً

السبت، 8 ديسمبر 2012

فوضى شتاء ... ~

هي فقط تجمع الأحاديث المكوّمة منذ رحيلها وتملأ به صدرها لتنفخه على روحها كلّما أحسّت بشيء من الخوف ...
باتت كل الأحاديث المكوّمة في قلبها باردة ، مُثقلة بالأمطار ، ولأنّ مواسم الشّتاء قد حلّت ، قررت أن تتخلى عن بعض العادات القديمة والطقوس التي كانت تجعل كل شتاء جاء بعد رحيلها أكثر برودة ... حتى أنها شربت هذا الصّباح القهوة مُرة بدون أي قطعة سكّر كإعلان عصيان على كل الأشياء الباردة التي تكوّمت داخل روحها ...

برغم الفوضى التي يُحدثها الشّتاء في صدرها إلا أنَ لها دائماً حديث ليّن وموجع لن تخبر به أحداً ،تخبّئه لها وتكدّسهه داخل الغيمات ليُمطر برداً وسلاماً تترجمه من خلال "الفاتحة" ودعاء بالرّحمة بأن تتنزّل على روحها الطاهرة وتتغمّدها ...

أسوأ ما في الرّحيل أنَ كل الأشياء التي أحبَبتها في ذلك الوقت تصبح هشّة ، وأنّك لا تملك خيار الاحتفاظ بها كما كانت ، أقلّه هي لن تجلب لك السعادة بالشّكل الذي اعتدت عليه هذا إن لم تجلب لك الألم ، وتصبح الأشياء أكثر زيفاً  وستكتشف أنّ الفراغ الذي يتكوّم في داخلك يكبر في كل عام، هو فراغ لن يملأه سوى قبضة يد لم تعد موجودة أصلاً ...

إنّ للرّحيل الكلاسيكي والحزن العتيق تأثير لا يفهمه سوى الرّاحلون كلّما راقبوا أحبّتهم من السّماء ..



الأحد، 18 نوفمبر 2012

تشرين ،، ثورة مشاعر





ولا زال تشرين يكوّم أوراقه الخريفيّة على أعتاب ذاكرتها حاملاً معه بقايا فرح مؤجّل وبقايا حكايا لن تكتمل ....
كيف يمكن للغيوم والأمطار وصفير الرّياح القادم من شقّ نافذة أن تتحالف جميعاً لتدفعها إلى البكاء .!! 

كان تشرين يعني أن تنغمس في ذات الوجع وذات الغصّة لأنها وحين يهطل المطر كانت تتكوّم على نفسها وتتآكل روحها لفرط الوحشة ولفرط العجز على أن تكون هناك في ذلك الجزء القديم من الذاكرة ، فتسبح روحها في فراغ مُعتم مقيت يجعلها تشعر بأنها خزينة أكثر ممّا يجب .... فتبكي .

هي تدرك أن جسدها الصّغير لا يستحق سوى الأشياء الطيّبة ، وأنّ ذلك الحزن والبكاء والخوف والفقد والوحدة المرّة ، كل تلك الأشياء تغرس في قلبها أشياء حادّة تصل إلى أقصى روحها فتجعلها تختنق وكأنّ روحها سترحل عمّا قريب ..



لأنّ ثمّة خريف لن تنساه "وإن فقدت ذاكرتها" لذلك هي لا تزال تستيقظ فزعة من نومها ، تشعر بالبرد ويوجعها النّوم فتبكي . هي تدرك بأنه لزام عليها بأن تغض الطّرف عن سوأة حزنها ، وبأنها يجب  أن لا تخبرهم عن كومة الغيوم التي تتكدّس في ذاكرتها فتهطل أصواتاً وملامح في روحها باتت ضبابية لكنها لا تختفي .
أن تكون ضبابيّاً ذلك يعني أن لا يُدركك أحد ، أن تنادي عليهم بمليء صوتك لكن لا يلتفت إليك أحد ، وكأنك تنادي من خلف زجاج سميك لن تطاله مسامعهم .
هي تحتاج الآن ايماناً عميقاً تدرك فيه بأن عليها أن تدفن خريفها الماضي،  وأن ترفع بقلبها إلى الله وتخبره بأنها ضعيفة من دونه ، وبأنّها تشعر بالبرد ، وبأنها تحتاج أن يزرع فيها يقيناً يجعل كل الأشياء التي تخشاها تتبخر / تموت ، يقيناً يجعلها تدرك أن كل شيء سيكون بخير ، بأنها لن تختنق مجدّداً من البكاء ....
 

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

موعد مع مدينة الملاهي ..




بعيداً وعبر نافذة الحافلة وحيث بدأ النّعاس يأخذ مساحة واسعة داخلي بانتظار الوصول إلى محطّتي المفضّلة "البيت"  بعد يوم كامل وطويل في العمل ، "بجانب الباب" هو المقعد المفضّل لدي ، ربما لأنه يوحي لي بأنني وفّرت عدّة خطوات عند نزولي في محطّتي المفضّلة وأكون بذلك قد قرّبت المسافة ..
عبثاً أحاول التغلّب على النّعاس خاصة بعد ليلة كئيبة ومعاناة وصراعات مضنية اعتدتها مع الأرق كلّما أحسست بضيق . كنت قد قاربت على  الانفصال عن العالم الواقعي بأفكاري وأحلامي إلا أن صوتاً رفيعاً صغيراً أعادني إلى الواقع . إنها طفلة صغيرة عَلا صوتها عندما مررنا بالحافلة بجانب مدينة الملاهي ، تلك المدينة المضيئة بكل الألوان ..
ملاااهي ... ألعاااب ... بابا وصلنا ...
بهذه العبارات الفرحة نظرت الصغيرة إلى والديها وعلا صوتها وكأن الفرح قد دقّ باب قلبها الصّغير ، وبدت نبرة الفرح في صوتها الرّفيع ، إلا أن تلك النبرة بدأت تتغير شيئاً فشيئاً لتصبح بالنهاية بكاء مر ، فالحافلة قد سارت بعيداً وأصبحت مدينة الملاهي تصغر خلفنا شيئاً فشيئاً .
الطفلة تكرر .. بابا وصلنا .. باب ننزل ؟؟ ... بابا الملاهي راحت ...
والدها حاول عبثاً اخفاء صوتها العالي المختنق المعجون بالحزن قائلاً لها : مش اليوم يا بابا ، بالعيد بنيجي ... نامي واصحي خمس مرات وييجي العيد ..
لكن يبدو أنّ هذا العدد لا يوائم مزاج الطفلة ، فلمذا عليها أ تنتظر العيد ؟! ولمذا أخرج والدها محفظته يتفقدها عندما بدأت بالصراخ ؟! ولمذا أمّها حضنتها وعينيها قد بدأت تدمع ؟! ولمذا خيّرها والدها بين شراء حذاء شتوي جديد وبين الملاهي ؟؟!  
نفس الأسئلة أود طرحها لكن لا أدري لمن ، ولازلت إلى الآن أتساءل : هل ستذهب تلك الطفلة في العيد إلى مدينة الملاهي ؟؟!!

هكذا نخبرهم عن أمنياتنا ...~


- جميلة هي امنياتك لهذا العيد !!!

- بل هي جدار عازل لما تحتها ..

- وهل نحن بحاجة لأن نُخبّيء الأماني ؟!! وممن ؟!!

- هناك يا صديقة من يسرق الأماني ،،، من يجعلها تبدو بعيدة ،، من يشوّه براءتها وصدقها ،،،

- وهل الأماني تُسرق ويُعبَثُ فيها  !!!!!!؟ جميع الأماني هي بريئة ...

- ليس الأمر يا صديقة أننا لا نقدر على الحفاظ عليها ... لكن هو ذلٌّ عندما ترتبط أمانينا بأحدهم حتى لو كان قلبه بنظرنا أقرب إلى الجنّة ... وحتى لو بدت تفاصيل أمنياتنا بقربهم تجعلنا نعتقد أننا لن نقدر على العيش بدونهم ... أقلّه العيش كما كنّا ..

- هم إذاً مقرّبين  ؟؟؟!!!! 

- هم علّمونا أنّ القلب الذي لا ينبض إلا ليعيش لا يستحق الحياة أصلاً ... وأنّ لحظة صدق وعنفوان تُغنينا عن أمور كثيرة تعلّقنا بها رغم كذبها .. وأنّ للحب أوجه كثيرة وأنّ كلمة "حب" لها أكثر من لغة وأكثر من طريقة وأنها أرقى وأفخم مما تعلمناه في الأشعار النزاريّة وأنّ ما ينقصها فقط هو أرواح صادقة طاهرة طيِّعة لتتمِّمَ معناها لتجعلنا قادرين على أن نغلّف قلوبنا ونهديها لهم دون أن نخاف عليها من التّلف أو الضّياع أو الهجران ...

- ولم لا نتمنى ما نريد في حضرتهم ؟!!!! أوَليسوا خيِّرين ؟؟!!!

- لأنه ( ذل ) أن نقع وأرواحنا تحت وطأة حلم وأمنيات وأن نقف على حافة الترقُّب لما ما لا نعلم .. كمن يُعانق فرِحاً الفراغ ،  إنَّ أشباه أمنيات نختبئ خلفها كمحاولة يائسة لأن نريهم أن هذا ما ينقصنا ، بينما يكمن الوجع في مساحات أمنيات مختلفة تماماً هي أكثر أماناً يا صديقة .

السبت، 22 سبتمبر 2012

إذا ما تداعت الرّوح ~ صمت مؤلم ...



لمّا صار العالم الذي تعرفه ينهار ، والأشياء التي كانت في طفولتها باتت تتسرّب من داخل روحها للبعيد .. وصارت الحكايا التي تعرفها عن الأصدقاء مجرد حكايا خيالية تسرقها من تحت سريرها وتقرأها ليلاً ... إلا أنها وبعد ألف خيبة قررت أن تجمع تلك الحكايا وتلقيها في صندوق أسود وتبقيها تحت سرير الطفولة ..

كانت كمن يمشي وسط زحمة الأشخاص في عتمة الأيام وكل من كانت ترتطم بهم كانت تحس بأجسادهم قاسية عصيّة على الشّعور بها وبجسدها النّحيل ، ليس فيها أيّ جسد واحد ليّن لا يشعرها بألم الارتطام .

جميعهم آلموها وتكسّر في روحها ألف قلب حتى لم تعد روحها مكاناً آمناً للعيش فيه .  هي المهووسة بالأشياء الصغيرة البسيطة ، بات العالم يتكوّم على شكل غصّة تعجز عن ابتلاعها ، تلك الغصّة جعلت منها انسانة هشّة تتلعثم عندما يتكوّم الحديث في صدرها .
كل تلك التفاصيل الصغيرة والبسيطة ، وكل تلك الأحلام الساذجة التي كانت ترسمها ، وكل انقباضة قلب أوهمتها بأنها سعيدة وكل الأشخاص المُغيَّـبين عن حياتها باتت تسبب لها العجز عن التنفّس ، وأدركت أنه ما كان يجدر بها أن تحتفظ بكل تلك الأشياء الصغيرة في روحها وتجعلها تكبر ... هي أدركت أنّ الغياب مُبتذل ، والأحلام الطفولية الباذخة باتت أيضاً مبتذلة ..

هي تعجز عن اخبار العابرين في أيامها  " وهم بالمناسبة كُثر "  أنهم غيروا ملامحها البريئة واستحال اللّمعان في عينيها مطر يهطل على قلبها فيوجعها  ، وأنّ جميع الحزن والفجائع التي جمعتها من قلوبهم تبقيها في الدرك الأسفل من الحياة وأنّه لم يعد هناك من شيء مُحبب لديها وأنّ الأرض كبيرة جدا مما جعل الصّباحات تتأخر " وهي بالمناسة تكره الظلام "  .. لذلك كان لزاماً عليها أن تبقى على عتبات أنصاف أصدقاء وأنصاف أحلام ، وأنصاف حنين .

تلك الصبيّة كانت تحاول أن تحكي كل تلك الأشياء التي تخبئها في صدرها المتعب ، بأنّها كانت تسمع أصدقاءها يخبرون الآخرين بأنها صديقتهم الطيّبة وبأنها لمّا كانت تراهم يصنعون لها الأشياء الجميلة ويهدونها قطعاً من السكّر ، كانت تلمس أيدهم وتحسّها باردة ولا تشعرها إلا بالوجع ، ذلك أنها لم تكن تدرك أن لهم فيها مآرب أخرى بعيدة عن الرّبيع الذي كانت تظن .. 

كم تمنّت أن تمتد لها يد بيضاء من غير سوء ، يد لا تشبه أيدهم الباردة التي تألفها ، يد لا تحرّك الحزن فيها بل تكون برداً وسلاما ، يد تستظل بظلّها عندما يهطل المطر من أفواه الأصدقاء ، يد تغرس حياة أخرى صغيرة في روحها .

تلك الصبيّة بين زحمة الوجوه والأشخاص  ، كانت كأنها خفيّة ، كأنّ لا صوت لها وكأن قلبها لا يصدر أي ضجيج ، قد مسّها الضّر وباتت عاجزة عن الحركة أو التنفّس وكأنّ رئتيها امتلأت بماء مالح وتتضاءل أمام التّعب انسانيّتها المرهفة .

هي لمّا أرهقها الوجع ،،، بكت ، لكن بصمت مؤلم وبهدوء مزعج .

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

لمّا سكنه الألم ...



وكأنها في هذه اللّحظة تشعر بأنّها مصابة بما يشبه الشّلل ...

جرِّب وأنت في منتهى الألم أن تكتب حديثاً ليّناً غضّاً ... جرّب أن تجعل من كلماتك برداً وسلاماً على روحك ..

هي لمّا حاولت كتابة الحديث بشكل ليّن ، كان لزاماً عليها أن تستحضر تلك النظرة الطويلة في عينيه والتي تذكِّرُها في كلّ مرة أنّ اختزال الهواء في رئتيها أصعب مما كانت تتوقّع ، وأنّه حين ينتفض قلبها مائة وعشرون حنيناً في الدّقيقة ، تصبح الأيام حين تعبر ذلك القلب أشدّ غربة ..

تبدو الكتابة إليه أشدّ إيلاماً مما كانت تتخيّل ، وكانت في كل مرّة تستحضر فيها وجهه الباسم ، تنتزع قطعاً من روحها وترسلها مغلّفة إليه بشكل لم تستطع رغم محاولاتها المُضنية أن تجعلها تليق به يوماً ..

كيف يمكنها أن تنهل من عينيه الطفوليّة أحاديث تكفيها لأعوام قادمة تستشعرها كلّما انتفض قلبها من الألم ؟؟!! كيف يمكن لمن بعثر عمرها في ساعة وأوصلها إلى حدّ الهشاشة المُطلقة أن يدلّل جرحها وهو يسكب عليه من ماء عينيه ؟؟!!

هي تنظر إلى السّماء وتدرك أنّ الله وحده القادر على نفخ الأشياء الجميلة في روحه من جديد ، وهو القادر على أن يبثّ فيه ربيعاً آخر .. 

ذلك الجسد الصّغير لمّا تداعى من الألم بات يبكي خوفاً وطمعا ، مما جعل الحزن يتفجّر في قلبها أنهارا ، وأنّ ذلك الماء المنسكب من عينيه والذي لم يعد يسمّى ماءاً ، يغرس في قلبها أشياء حادّة تجعل كل ابتسامة لها يعبرها حزنٌ مالح ..

ذلك الصغير يختبئ عن الدنيا في قيلولة لا تنتهي بعد أن أدرك ألا جدوى من الحديث ، وأنه لو كان كذلك لتوقفت أمه عن البكاء المر ورسمت ابتسامة على وجهها ، أقّله ابتسامة زائفة .. 
هو يخبر العالم عن الأشياء الجميلة التي يتسللها الوجع ، وأنّ الأشياء السيئة لها بداخلنا وطن .. هو الآن يميّز جيّداً الخوف والألم .

تلك الصبيّة أرسلت دعوات إلى الله أن ينزع الألم من قلبه ويغرسه في قلبها .. أن ينزع الحياة منها ويزرعها في في روحه .. أن تحدث رحمة إلهية تجعله بخير ..

تلك الصبيّة لمّا انحت للألم تركوها .. وكأنها لم تكن يوماً بجوارهم  ذلك لأنهم لا يحبون الحزن ولا الحزانى ...

تلك الصبيّة وجدت روحاً تحرّضها للحياة بعيداً عنهم ..تلك الرّوح وصلت لوطن الحزن العميق في قلبها وفجّرت منه حياة أخرى صغيرة .










                                                                   أحبّك جداً
                                                                 



الثلاثاء، 28 أغسطس 2012

ذاكرة حلم مؤقّت



أخبروها أنّه من الجنون أن ترفع سقف أحلامها عالياً ، حتى يكون الهبوط منها أقل حرقة وأقلّ غصّة ...
أخبروها بأن عليها أن تتعلم كيف تشفي جراحها أو أن تعتاد على التعايش معها ..
كانت أحزانها كثيرة ، حتى باتت لا تميّز حزناً عن غيره ، إلّا أنّ ثمة حزناً فوق الكتابة ، لا يمكن الكتابة عنه أو حتى البوح به لصديق ...

تلك الصغير قرّرت أن تشكّل حلمها كمان تشاء ، بطريقة تناسب الجرح فيها ، بحيث لا يعود الحزن حزناً بأن تخفي ملامحه ، وأن تجعل الأشياء التي أصبحت شديدة الرّتابة .. بشكل آخر مختلف ، بشكل تستطيع من خلاله أن تضع الحزن جانباً وتقصيه لأبعد حد .

خطّطت لطقوس أكثر حميمية وربّما أكثر جنوناً ، وقتها فقط أصبحت غرفتها البيضاء أكثر دفئاً من السّابق ، إذ أنّها حضّرت للكثير من الأصوات المحبّبة .
 فباتت تسمع صوت جدول الماء من خلال أنبوب المغذّي الموصول بيدها ، وأصبحت تشعر بأنها تتنفّس الصعداء  بهواء مليء برائحة الياسمين من خلال كمامة الأكسجين الموضوعة على وجهها الصغير .
أصبحت المقاعد الفارغة من حولها تضج بالأصدقاء ، وها هي تتعالى ضحكاتهم وها هي تضحك معهم ، وتنشد أنشودة الحياة معهم على أنغام صوت جهاز مراقبة دقّات القلب الموضوع على يسارها .

وسط تلك الفرحة العارمة باغتها أُناس غريبون برداء أبيض ..... 
- أيضاً أبيض ؟!!! ألا يوجد في هذه الغرفة ألوان كغرفتي الصغيرة في المنزل ؟؟!!! ألا يوجد هنا غير الأبيض ؟؟!!

هكذا تساءلت تلك الصغيرة ، لكن السّاحرة الصغيرة في رأسها سمعتها ، وكعادة متأصّلة في السّحرة ، ها هي بدأت تعبث باللون الأبيض ، حتى بات كل واحد من هؤلاء الأغراب كالمهرج ، جميعهم مهرجون جاءوا ليجعلوها تضحك .

اختلفت الألوان وتعالت أصوات الضحكات والموسيقى وها قد باتت صغيرتنا تحظى بالدفء الذي كانت تتمناه .... هي لم تعد ترتجف من الوحدة ، هي لم يخذلها الضجيج المُحبّب وهزم السّكون في داخلها واستعمر الغرفة ، وها هو قلبها الصغير ينتفض كثيراً حتى بات يرتكب الفرح ، وتغيّر شكل الحزن فيها .

مجرّد محاولة التآلف مع حزنك ومهاودته بأشباه فرح أمر مُرهق لا يدركه سوى أصحاب الجروح العميقة التي تحتاج زمناً للشفاء أكثر من الزّمن الذي تكوّنت فيه .

مُضلّلٌ ذلك الألم الذي لا تجد له متنفساً ولو بشق حلم ....
أن تقدر على أن تدسّ في قلبك أشباه فرح ، معنى ذلك أنّك لا زلت ترغب في الحياة ... 

تلك الصغيرة لمّا أفاقت من غيبوبة الحلم وجدت جميع ما حولها عاد ليصبح أبيضاً ، إلّا أنه ليس ذلك اللّون الذي يحمل الصفاء كما كانت تعتقد قبل أن تصبح سجينة تلك الغرفة ، بل إنه ذلك اللّون المقيت الغير مُحبّب .

قررّت صغيرتنا أن تغلق عينيها وتُعاود الحلم إلى أن يصبح حقيقة وتتحرّر من تلك الغرفة البيضاء .

الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

كانت عمياء في غيبوبة العطاء


" هي تعلّمت أن ثمّة أشخاص يسحبونها إلى الدرك الأسفل من الشعور وأن في كل انقباضة من انقباضات قلبها الصغير ثمّة شيء من التعب المُبتذل"


إنها تلك التفاصيل النورانيّة التي تشكل عمرنا الذي يمضي وسط زخم كثير من الوجوه الغريبة ، منها ما يُسبب الخوف المقيت ، ومنها ما أفقدنا لذّة النظر إليها حين غادر .

هي لم تختر الظلام بمحض إرادتها ، هم أوهموها بأنها تراهم جيداً وبوضوح وأخبروها بكل تفاصيلهم الموجعة حتى باتت سكناً لهم ، وحتى باتت تُدرك الجزء الأكبرمن انسانيتهم المُتألمة ، وكانت في كل مرة يأتون إليها متألمين ، كانت تجبِر روحها أن تكون قادرة على الانقسام وخلق مساحة جديدة في داخلها لهم لتكون برداً وسلاماً على أوجاعهم . ذلك لأنها كانت تُهاود قلوبهم المتعبة بكومة من المشاعر الصادقة وبعطف وتعاطُف لا نهاية له .

هي لم تكن سوى فاقدة للبصر ليس أكثر ، هي لم تكن سوى أكثر طيبة منهم ليس أكثر ، هي غابت عنها حقيقة مؤكّدة عن الحياة وهي أنّ  الذين نُفرِط في محبتهم ونحن مغمضي الأعين ، هم أكثر من يجعلنا نتهواى .

لم تكن تدرك أنها ليست إلا ملجأ لهم يهربون إليه في حال اشتدّت معاركهم ، ولم تكن تدرك بأن وجودها في حياتهم لم يكن سوى ضباب سيزول ما إن تشرق شمسهم من جديد ، وأنّ جميع الانحناءات المُحبّبة التي رسمتها على أرواحهم ووجوههم ليس لها فيها نصيب .

ولّدوا لديها غصّة كبيرة داخل روحها تعجز عن ابتلاعها وذاكرة ضبابية هشّة فقدت رؤيتهم فيها بالشكل اللائق الذي كانوا عليه .
هي تبتسم ابتسامة عريضة بينهم ، ربما لأنها لا تزال تملك في قلبها الصغير شيئاً ثميناً لا يدركونه ، بعيداً عن أياديهم  العابثة ، حتى أنهم لا يستطيعون سماع صوته حين يبدأ العزف على أوتار حياتها البائسة .

تلك الصبيّة لمّا أفاقت من غيبوبة العطاء اللّامتناهي وجدت نفسها عمياء تعجز عن رؤيتهم .
تلك الصبيّة أخفت ملامح الدهشة التي ارتسمت على وجهها وقررت أن تعود لإغماض عينيها عن ملامحهم المخيفة وأن تستكمل العطاء ، لكن هذه المرة بإرادتها .

الثلاثاء، 31 يوليو 2012

الكتابة كشجرة ياسمين ~ أصلها ثابت وفرعها في السماء

قالوا لها اكتبي ...
ستكون المشاعر شجرة من الياسمين أصلها ثابت وفرعها في السّماء . 

هي وجدتها فكرة حسنة ، بأن تُفرغ ما في داخلها على ورق  حتى باتت الكتابة عندها عادة مُحببة . لكن حتى شجرة الياسمين تلك قد بدأت تجف لكثرة الكتابة .

هي لم تكن تدرك بأنها من الدّاخل إنسانة هشّة إلا عندما اعترفت بذلك للورق بالرغم من أنها لطالما كانت دائماً تتظاهر بعكس ذلك.
كانت تخبر الورقة بكل ذلك الحديث الموجع في داخلها حتى وإن كان ذلك الحديث يستحيل اختزاله في ورق .

كتبت كثيراً عن تلك الانحناءات الزائفة التي كانت ترسمها على وجهها  لتبدو بخير ، كتب كثيراُ عن فصل الخريف الذي حلّ على قلبها وبدأ جميع من كانت تظنهم أصدقاء فيه بالتساقط ~
كتبت كثيراً عن الأشياء التي كانت تظن بأنها قد تجلب السعادة لها ولم تأتي ، كتبت كثيراً عن الذين غيّبتهم الحياة ، كتبت عن الكثير من الأماني التي مازالت معلقة على أغصان شجرة الياسمين .

لفرط ما كتبت عن أشياء كثيرة لم تعد تعلم أيها أقرب إليها من حبل الوريد وأيّها من جلب لها الحزن أكثر ، إذ أن جميعها باتت تُحدث في قلبها الصغير ذات الفجوة وذات الألم .

إلا أنّ هناك جانب من شجرة الياسمين التي جفّت في قلبها قد بدأ ينمو له فرع جديد عندها أدركت بأنها قادرة على نفخ الخريف الأصفر الذابل في قلبها وايجاد فسحة جديدة خضراء .

ذلك لأن شجرة الياسمين تلك امتدت إليها أيدي بيضاء كانت تعتني بها وتسقيها كل يوم بالعطف والحب ، وتحيط بها لتعطيها الأمان فتنمو أكثر دون خوف .

 أن تنمو من الناحية الجافية في قلبك شجرة خضراء ذلك يعني أنّك لا زلت بخير وبأنك قادر على استشعار الأشياء الجميلة وبأن 
الاحساس فيك لم يمت وإن كنت تظن ذلك .



تلك الصبيّة لمّا استيقظت من غيبوبة الكتابة وجدت نفسها فاقدة لصوتها .

الأربعاء، 4 يوليو 2012

لإنك أخي فإنني أستشعر النبض فيك
أستشعر الحزن فيك
أستشعر الفرح فيك :)
لأنك أخي أنت هنا بجانبي وأنا هنا أمسك بيدك كلما احتجتني :)

كيف هو شكل الحياة التي نريد (❀◕‿◕)



لطالما فشلت في الاحتفاظ بالأشياء الجميلة في حياتي ولطالما كنت أجر خيباتي معي إلى السرير ليلاً وأبكيها حتى تستنزف منّي كل طاقاتي وأبقى بلا حول ولا قوّة ، لم يكن هناك ما يثير اهتمامي فحياتي عدا أنها كانت روتينية قاتلة فإنها تتناسب تماماً مع شكل الحزن فيني

-  ما هو الشكل الذي تتمنينه للحياة ؟؟
- إنه ذلك الشكل الدائري الذي لا يحوي زوايا نختبيء فيها للبكاء
-  وهل البكاء مقيت لهذه الدرجة ؟ أليس فيه راحة ؟

-  أن تتكأ أرواحنا على فراغ مُعتم ، أن نخلّف انسجاماً مقيتاً بين الألم والظلام ، أن نجلس في مكان بارد لنبكي !! أن نبكي لمجرّد أنّ أحدهم قد غادر الحياة ، أن نبكي كلّما تساقطت أمنية تلو الأخرى ، أن نبكي كلّما أحسسنا الهدوء بعالمنا الذي كان يوماً ذا ضجيج ، أن لا تقبل شفاهنا أنصاف ابتسامة فتبكي ، أن تكون جميع عباراتنا المختصرة عبارة عن دموع ، أن نبكي كلمّا تذكّرنا أن قلوبنا انتفضت كثيراً ... عندها يصبح البكاء مقيتاً .

- وكيف تصبح الحياة دائرية ؟

- تصبح دائرية عندما نؤمن بالصديق ... عندما ندرك تلك المساحة ما بين قلوبنا وقلوبهم بأنها تصبح أكثر ضيقاً خاصة بمواسم لشتاء .. عندما نجد من يحيط بأحزانه قلوبنا كي تمنعها من الانكسار لنبقى بخير ...  مجرّد محاولة استشعار  أوجاعنا بأن يمدوا أيدهم على قلوبنا المحترقة فتكون أيديهم برداً وسلاما .... برغم محاولاتي الكثيرة  الفاشلة بأن أستشعر في بعض الأصدقاء ما أحتاجه وأن ألمح في عيونهم حديث القلب الذي أريد ، إلا أنّ السعي الدائم لايجاد حتى أنصاف فرح وأنصاف حديث ممتع وأنصاف صدق وبراءة الذي أبحث عنه أمر جداً مُرهق ، لذلك كان لزاماً علي أن أقرأ أشباه البوح فقط  من خلال أعينهم . إلا أنني الآن وجدت من أبحث عنهم ، من يجعلون حياتي دائرية .
وتخونني كل المحاولات التي أحاول فيها أن أرسمهم داخل روحي بشكل جداً عادي ، فأينما ولّيت بريشتي فثمّة جمال لا أستطيع انكاره ، وفي كل زاوية من أرواحهم الطيبة أجد فيها ما يجعلني أنحني انبهاراً واعجاباً .
تلك القلوب الطيّعة علّمتني أن مهاودة العمر بدمعة لا تجدي ولا تشفي ، وأن سر الحياة الأعظم ينحصر بين جدران كلمة واحدة هي (اليقين) .