ولا زال
تشرين يكوّم أوراقه الخريفيّة على أعتاب ذاكرتها حاملاً معه بقايا فرح مؤجّل
وبقايا حكايا لن تكتمل ....
كيف يمكن
للغيوم والأمطار وصفير الرّياح القادم من شقّ نافذة أن تتحالف جميعاً لتدفعها إلى
البكاء .!!
كان تشرين
يعني أن تنغمس في ذات الوجع وذات الغصّة لأنها وحين يهطل المطر كانت تتكوّم على
نفسها وتتآكل روحها لفرط الوحشة ولفرط العجز على أن تكون هناك في ذلك الجزء القديم
من الذاكرة ، فتسبح روحها في فراغ مُعتم مقيت يجعلها تشعر بأنها خزينة أكثر ممّا
يجب .... فتبكي .
لأنّ ثمّة خريف لن تنساه "وإن فقدت ذاكرتها" لذلك
هي لا تزال تستيقظ فزعة من نومها ، تشعر بالبرد ويوجعها النّوم فتبكي . هي تدرك
بأنه لزام عليها بأن تغض الطّرف عن سوأة حزنها ، وبأنها يجب أن لا تخبرهم عن كومة الغيوم التي تتكدّس في
ذاكرتها فتهطل أصواتاً وملامح في روحها باتت ضبابية لكنها لا تختفي .
أن تكون ضبابيّاً ذلك يعني أن لا يُدركك أحد ، أن تنادي
عليهم بمليء صوتك لكن لا يلتفت إليك أحد ، وكأنك تنادي من خلف زجاج سميك لن تطاله
مسامعهم .
هي تحتاج الآن ايماناً عميقاً تدرك فيه بأن عليها أن
تدفن خريفها الماضي، وأن ترفع بقلبها إلى
الله وتخبره بأنها ضعيفة من دونه ، وبأنّها تشعر بالبرد ، وبأنها تحتاج أن يزرع
فيها يقيناً يجعل كل الأشياء التي تخشاها تتبخر / تموت ، يقيناً يجعلها تدرك أن كل
شيء سيكون بخير ، بأنها لن تختنق مجدّداً من البكاء ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق