لطالما فشلت في الاحتفاظ بالأشياء الجميلة في
حياتي ولطالما كنت أجر خيباتي معي إلى السرير ليلاً وأبكيها حتى تستنزف منّي كل
طاقاتي وأبقى بلا حول ولا قوّة ، لم يكن هناك ما يثير اهتمامي فحياتي عدا أنها
كانت روتينية قاتلة فإنها تتناسب تماماً مع شكل الحزن فيني
- ما هو الشكل الذي تتمنينه للحياة ؟؟
-
إنه ذلك الشكل الدائري الذي لا يحوي زوايا نختبيء فيها للبكاء
-
وهل البكاء مقيت لهذه الدرجة ؟ أليس فيه راحة ؟
-
أن تتكأ أرواحنا على فراغ مُعتم ، أن نخلّف انسجاماً مقيتاً بين الألم
والظلام ، أن نجلس في مكان بارد لنبكي !! أن نبكي لمجرّد أنّ أحدهم قد غادر الحياة
، أن نبكي كلّما تساقطت أمنية تلو الأخرى ، أن نبكي كلّما أحسسنا الهدوء بعالمنا
الذي كان يوماً ذا ضجيج ، أن لا تقبل شفاهنا أنصاف ابتسامة فتبكي ، أن تكون جميع
عباراتنا المختصرة عبارة عن دموع ، أن نبكي كلمّا تذكّرنا أن قلوبنا انتفضت كثيراً
... عندها يصبح البكاء مقيتاً .
-
وكيف تصبح الحياة دائرية ؟
- تصبح دائرية عندما نؤمن بالصديق ... عندما ندرك تلك المساحة ما بين قلوبنا
وقلوبهم بأنها تصبح أكثر ضيقاً خاصة بمواسم لشتاء .. عندما نجد من يحيط بأحزانه
قلوبنا كي تمنعها من الانكسار لنبقى بخير ...
مجرّد محاولة استشعار أوجاعنا بأن
يمدوا أيدهم على قلوبنا المحترقة فتكون أيديهم برداً وسلاما .... برغم محاولاتي
الكثيرة الفاشلة بأن أستشعر في بعض
الأصدقاء ما أحتاجه وأن ألمح في عيونهم حديث القلب الذي أريد ، إلا أنّ السعي
الدائم لايجاد حتى أنصاف فرح وأنصاف حديث ممتع وأنصاف صدق وبراءة الذي أبحث عنه أمر
جداً مُرهق ، لذلك كان لزاماً علي أن أقرأ أشباه
البوح فقط من خلال أعينهم . إلا أنني الآن وجدت من أبحث عنهم ، من يجعلون حياتي
دائرية .
وتخونني كل المحاولات التي أحاول فيها أن
أرسمهم داخل روحي بشكل جداً عادي ، فأينما ولّيت بريشتي فثمّة جمال لا أستطيع
انكاره ، وفي كل زاوية من أرواحهم الطيبة أجد فيها ما يجعلني أنحني انبهاراً
واعجاباً .
تلك القلوب الطيّعة علّمتني أن مهاودة العمر
بدمعة لا تجدي ولا تشفي ، وأن سر الحياة الأعظم ينحصر بين جدران كلمة واحدة هي
(اليقين) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق