أن لا تفرح قلوبنا إلا من خلال أشخاص ، هذا يعني أننا سنتألم كثيراً عندما يرحلون ، ولأن الجميع سيرحل ، معنى ذلك أننا في كل مرّة يقرر أحدٌ من ساكني قلوبنا الرحيل ، سواء بإرادتهم أو مُجبرين ، سنتألم كثيراً ، حتى يبلغ القلب فينا حدَ الهشاشة وحد العجز عن الفرح من جديد .
بعد أن علّمني أحد الأصدقاء أن لا أربط سعادتي بأحد ، توقّفت عن زرع الأشخاص في جنّتي الصغيرة داخل روحي ، ومن حيث لا أعلم بلغ الهدوء في قلبي مكاناً قصيّا .
يقتلك الحزن على أيام مضت دون أن يأخذك إليها ، حتى أصبحت كالبيت القديم المهجور ، ومن كانوا سكّان هذه الذكريات قد أصبحوا أشباحاً وأطياف عابرة يعبرون على رماد العمر دون أن يُحدثوا أي ضجيج .
ويحمل القلب من الحنين إليهم أكثر مما يحتمل ، فلا يعود قادراً على ترجمة ذلك الحنين إلا إلى دموع تخرج من ذلك القلب لتسقط من العين ، ويسقط معها كل ما هو جميل فتصبح تلك الدموع أشدّ ايلاماً لأنها تحمل بعيداً كل ما هو جميل فلا يبقى سوى الفراغ الصامت ، وهدوء داخلي مُزعج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق