من أنا

صورتي
عمّان, Jordan
الحب ينمو عندما تمرره .. بحاجة لحب اكبر؟ .. إبدأ بتمرير الحب للأخرين كل شيء يبدو أجمل ، لو أعطيناهُ حقّه من غمسةِ الرضا ... كل ممرٍّ ضيّق في نهايته متسّع .. كل عسرٍ ينتهي بيسر.. وكلّنا لله دائماً ، وأبداً

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

حاولوا احراقها فهزمتهم بابتسامة




كانت دائماً تشعر بالعجز  ، إنه ذلك الاحتراق البطيء الذي يبدأ بأطراف الأصابع ، إنه احتراق بلا معنى أو سبب ، إنه عاصف بحيث لا يُورث إلا الدّخان .
كانت تسد آذانها عنهم ، كانت لا تجرؤ على النظر في أعينهم ، كانت تشعر بأن كل الأصابع تشير إليها بسخرية مريرة ، تلك السخرية التي لا تؤدي إلا إلى نتيجة واحدة حتميّة وهي بأن تجعل من قلبها المحترق رماداً يتطاير في سماء العمر . كم تمنّت لو أن رماد قلبها المحترق يصل إلى أعينهم فلا يعاودون رؤيتها .
واجهتهم بكل وحشيتهم ، بإرادة شجاعة لأنها كانت تأبى أن يعيثوا في روحها فسادا ، لكنها كانت واحدة ضد كثيرين قتلوا فيها براءتها وعنفوانها ، قتلوها طعنة تلو طعنة ، أمنية تلو الأخرى ، ببطء شديد ليستمتعوا أكثر .
كانت تنفق الكثير من الحذر بسخاء خوفاً أن تهوي بالحفرة وهي تكره الحفر والظلام ، كان لا بد أن تتسلق جدار العمر بهمّة أكبر حتى لا تسقط في الهاوية ، حتى لا تعاود سياط ألسنتهم اللاذعة على جلد كرامتها وعزّتها وعنفوانها وبراءتها ، كان عليها أن تجاهد كثيراً لتفادي سهام نظراتهم .
كانت في كلّ مرة تعقد صفقة مع قلبها لتقنعه بأن يجد متّسعاً جديد لخيبة واحدة جديدة فقط ، لأنها اعتادت خداع قلبها في كل مرّة بأن ليس ثمّة حزناً جديداً قادم وبأنها وبالرّغم من جميع الانكسارات فهي لازالت بخير .
هي كانت تدلّل حزنها جدّاً حد السّخرية ، وكانت تنظر في مرآتها وتبتسم ابتسامة ساذجة تخبر بها انعكاس خيباتها الظاهرة في ملامح وجهها بأنها لا زالت تملك من القوة الكثير . كان يكفي أن تلبس فستاناً جديداً فتنظر إلى نفسها بالمرآة فتبتسم ثم تلمع عيناها فتصمت.


كل الانكسارات والخيبات في روحها والتي جعلت منها انسانة هشّة بدأت بالشّفاء ، ذلك لأنها قررت أن تنسف كل خيباتها السابقة وتمضي ، ذلك لأن أحد الأصدقاء الذين أرسلهم القدر همس يوماً في أذنها وقال : (إنّ الله إذا أحب عبداً ابتلاه) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق