من أنا

صورتي
عمّان, Jordan
الحب ينمو عندما تمرره .. بحاجة لحب اكبر؟ .. إبدأ بتمرير الحب للأخرين كل شيء يبدو أجمل ، لو أعطيناهُ حقّه من غمسةِ الرضا ... كل ممرٍّ ضيّق في نهايته متسّع .. كل عسرٍ ينتهي بيسر.. وكلّنا لله دائماً ، وأبداً

السبت، 22 سبتمبر 2012

إذا ما تداعت الرّوح ~ صمت مؤلم ...



لمّا صار العالم الذي تعرفه ينهار ، والأشياء التي كانت في طفولتها باتت تتسرّب من داخل روحها للبعيد .. وصارت الحكايا التي تعرفها عن الأصدقاء مجرد حكايا خيالية تسرقها من تحت سريرها وتقرأها ليلاً ... إلا أنها وبعد ألف خيبة قررت أن تجمع تلك الحكايا وتلقيها في صندوق أسود وتبقيها تحت سرير الطفولة ..

كانت كمن يمشي وسط زحمة الأشخاص في عتمة الأيام وكل من كانت ترتطم بهم كانت تحس بأجسادهم قاسية عصيّة على الشّعور بها وبجسدها النّحيل ، ليس فيها أيّ جسد واحد ليّن لا يشعرها بألم الارتطام .

جميعهم آلموها وتكسّر في روحها ألف قلب حتى لم تعد روحها مكاناً آمناً للعيش فيه .  هي المهووسة بالأشياء الصغيرة البسيطة ، بات العالم يتكوّم على شكل غصّة تعجز عن ابتلاعها ، تلك الغصّة جعلت منها انسانة هشّة تتلعثم عندما يتكوّم الحديث في صدرها .
كل تلك التفاصيل الصغيرة والبسيطة ، وكل تلك الأحلام الساذجة التي كانت ترسمها ، وكل انقباضة قلب أوهمتها بأنها سعيدة وكل الأشخاص المُغيَّـبين عن حياتها باتت تسبب لها العجز عن التنفّس ، وأدركت أنه ما كان يجدر بها أن تحتفظ بكل تلك الأشياء الصغيرة في روحها وتجعلها تكبر ... هي أدركت أنّ الغياب مُبتذل ، والأحلام الطفولية الباذخة باتت أيضاً مبتذلة ..

هي تعجز عن اخبار العابرين في أيامها  " وهم بالمناسبة كُثر "  أنهم غيروا ملامحها البريئة واستحال اللّمعان في عينيها مطر يهطل على قلبها فيوجعها  ، وأنّ جميع الحزن والفجائع التي جمعتها من قلوبهم تبقيها في الدرك الأسفل من الحياة وأنّه لم يعد هناك من شيء مُحبب لديها وأنّ الأرض كبيرة جدا مما جعل الصّباحات تتأخر " وهي بالمناسة تكره الظلام "  .. لذلك كان لزاماً عليها أن تبقى على عتبات أنصاف أصدقاء وأنصاف أحلام ، وأنصاف حنين .

تلك الصبيّة كانت تحاول أن تحكي كل تلك الأشياء التي تخبئها في صدرها المتعب ، بأنّها كانت تسمع أصدقاءها يخبرون الآخرين بأنها صديقتهم الطيّبة وبأنها لمّا كانت تراهم يصنعون لها الأشياء الجميلة ويهدونها قطعاً من السكّر ، كانت تلمس أيدهم وتحسّها باردة ولا تشعرها إلا بالوجع ، ذلك أنها لم تكن تدرك أن لهم فيها مآرب أخرى بعيدة عن الرّبيع الذي كانت تظن .. 

كم تمنّت أن تمتد لها يد بيضاء من غير سوء ، يد لا تشبه أيدهم الباردة التي تألفها ، يد لا تحرّك الحزن فيها بل تكون برداً وسلاما ، يد تستظل بظلّها عندما يهطل المطر من أفواه الأصدقاء ، يد تغرس حياة أخرى صغيرة في روحها .

تلك الصبيّة بين زحمة الوجوه والأشخاص  ، كانت كأنها خفيّة ، كأنّ لا صوت لها وكأن قلبها لا يصدر أي ضجيج ، قد مسّها الضّر وباتت عاجزة عن الحركة أو التنفّس وكأنّ رئتيها امتلأت بماء مالح وتتضاءل أمام التّعب انسانيّتها المرهفة .

هي لمّا أرهقها الوجع ،،، بكت ، لكن بصمت مؤلم وبهدوء مزعج .

الاثنين، 10 سبتمبر 2012

لمّا سكنه الألم ...



وكأنها في هذه اللّحظة تشعر بأنّها مصابة بما يشبه الشّلل ...

جرِّب وأنت في منتهى الألم أن تكتب حديثاً ليّناً غضّاً ... جرّب أن تجعل من كلماتك برداً وسلاماً على روحك ..

هي لمّا حاولت كتابة الحديث بشكل ليّن ، كان لزاماً عليها أن تستحضر تلك النظرة الطويلة في عينيه والتي تذكِّرُها في كلّ مرة أنّ اختزال الهواء في رئتيها أصعب مما كانت تتوقّع ، وأنّه حين ينتفض قلبها مائة وعشرون حنيناً في الدّقيقة ، تصبح الأيام حين تعبر ذلك القلب أشدّ غربة ..

تبدو الكتابة إليه أشدّ إيلاماً مما كانت تتخيّل ، وكانت في كل مرّة تستحضر فيها وجهه الباسم ، تنتزع قطعاً من روحها وترسلها مغلّفة إليه بشكل لم تستطع رغم محاولاتها المُضنية أن تجعلها تليق به يوماً ..

كيف يمكنها أن تنهل من عينيه الطفوليّة أحاديث تكفيها لأعوام قادمة تستشعرها كلّما انتفض قلبها من الألم ؟؟!! كيف يمكن لمن بعثر عمرها في ساعة وأوصلها إلى حدّ الهشاشة المُطلقة أن يدلّل جرحها وهو يسكب عليه من ماء عينيه ؟؟!!

هي تنظر إلى السّماء وتدرك أنّ الله وحده القادر على نفخ الأشياء الجميلة في روحه من جديد ، وهو القادر على أن يبثّ فيه ربيعاً آخر .. 

ذلك الجسد الصّغير لمّا تداعى من الألم بات يبكي خوفاً وطمعا ، مما جعل الحزن يتفجّر في قلبها أنهارا ، وأنّ ذلك الماء المنسكب من عينيه والذي لم يعد يسمّى ماءاً ، يغرس في قلبها أشياء حادّة تجعل كل ابتسامة لها يعبرها حزنٌ مالح ..

ذلك الصغير يختبئ عن الدنيا في قيلولة لا تنتهي بعد أن أدرك ألا جدوى من الحديث ، وأنه لو كان كذلك لتوقفت أمه عن البكاء المر ورسمت ابتسامة على وجهها ، أقّله ابتسامة زائفة .. 
هو يخبر العالم عن الأشياء الجميلة التي يتسللها الوجع ، وأنّ الأشياء السيئة لها بداخلنا وطن .. هو الآن يميّز جيّداً الخوف والألم .

تلك الصبيّة أرسلت دعوات إلى الله أن ينزع الألم من قلبه ويغرسه في قلبها .. أن ينزع الحياة منها ويزرعها في في روحه .. أن تحدث رحمة إلهية تجعله بخير ..

تلك الصبيّة لمّا انحت للألم تركوها .. وكأنها لم تكن يوماً بجوارهم  ذلك لأنهم لا يحبون الحزن ولا الحزانى ...

تلك الصبيّة وجدت روحاً تحرّضها للحياة بعيداً عنهم ..تلك الرّوح وصلت لوطن الحزن العميق في قلبها وفجّرت منه حياة أخرى صغيرة .










                                                                   أحبّك جداً